Mr General الخارج عن القانون
عدد الرسائل : 85 العمر : 33 البلد : نقآط التميز : 9.656.989.656 تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة يونيو 20, 2008 3:12 am | |
| حمدا لك اللهم، وصلاة وسلاما على الرحمة المسداة، والنعمة المزجاة، وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد ... لن نقول "كانت الحياة قبل البعثة ظاما دامسا"، إذ لا يجهل ذلك أحد، ولن نقول: " كان الظلم، ولم يكن غيره" إذ لا أحد يشك في ذلك، وهل نحن بحاجة إلى أن نبرهن على قاعدة الحياة هناك " الحق للقوة ... والقوة فقط". وكلنا حق لنا جميعا أن نصيح في وجه الدنيا ونقول: " مع البعثة ولدت الحياة، وارتوى الناس بعد حياة القحط والظمأ".
لما أطل محمد زكت الرُبى *** واخضر في البستان كل هشيم
فإليك أيها لقارئ الكريم طرفا من زينة الدنيا، وروائع الحياة، مما نقله التاريخ، وسطرته أنامل الزمان، من فرائد الأقوال، ومحاسن الأفعال، وعجائب حب الإتباع للقائد صلى الله عليه وسلم. أكتفي بها عن غيرها على عجل وخجل، تصراغرا أمام أولئك الأكابر، وتقزما في إثر تلك القمم.
سئل علي ابن أي طالب رضي الله عنه: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: كان والله أحب إلينا من أموالنا وأولادنا وآبائنا وأمهاتنا. ومن الماء البارد على الظمأ.
ولما أخرج أهل مكة الصحابي الجليل زيد بن الدّثِنّة رضي الله عنه خارج الحرم ليقتلوه، وقد كان أسيرا عندهم. فقالوا له: ننشدك بالله يا زيد، أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك. فقال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكه تؤذيه وأني جالس في أهلي.
ولما أشيع مقتل النبي صلى الله عليى وسلم بعد غزوة أحد، خرجت امرأة من الأنصار متحزمة فاستقبلت بمقتل أبيها وأخيها وزوجها وابنها وهي تُعرض وتقول: ماذا فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيقولون: أمامك، حتى دفعت إليه، فأخذت بناحية ثوبه ثم قالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذ سلمت من عطب.
وها هو داهية العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: وما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أجل في عيني منه وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، ولو سئلت أن أصفه ما أطقت لأني لم أكن أملأ عيني منه.
ومن نوادر الحب ما حدث به عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: وما سمنعته قط يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا مرة، فنظرت إليه وقد حل إزاره وانتفخت أوداجه، واغرورقت عيناه فقال: أو نحو ذلك أو دون ذلك أو قريبا من ذلك ، أو شبه ذلك.
وأبو طلحة الأنصاري كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، ويرمي بين يديه ويقول رضي الله عنه: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصيبك سهم من سهام القوم، نحري دون نحرك.
بل الأبوة تُنسى أمام حبه عليه الصلاة والسلام. فلما زار أبو سفيان ابنته أم حبيبه زوج النبي صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنها، ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم فطوته فقال: يا بنيه ما أدري أرغبت بي عن هذا الفراش أو رغبت بيه عني، فقالت: هو فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنت مشرك نجس، فلم أحب أن تجلس على فراشه.
وحسبك أن تتأمل أنس بن مالك رضي الله عنه وهو يحدث "إن أبواب النبي صلى الله عليه وسلم كانت تقرع بالأظافر".
قال ابن أبي الزناد: كان سعيد بن المسيب في مرضه يقول: أقعدوني فإني أعظم أن أحدث حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مضطجع.
وقد عُرف أن إمام دار الهجرة مالك بن أنس رضي الله عنه أنه إذا أراد أن يخرج ليُحدث توضأ وضوءه للصلاة ولبس أحسن الثياب، ومشط لحيته، فقيل له في ذلك فقال: أوقر به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان محمد بن سيرين يتحدث فيضحك، فإذا جاء الحديث خشع.
بل كان عدد من أهل العلم يمسك عن التحديث إذا سمع في مجلسه متكلما أو رأى من يبري قلما أو يبتسم. منهم (عبد الرحمن بن مهدي ووكيع وغيرهم)
وخاتمة الأمر ما سطرته يراع الحافظ الذهبي في كتابه السير عند ترجمة الإمام أبي الوقت عبد الأول بن الشيخ المحدث عيسى بن شعيب السجري وجاء فيها: أنه رحل مع والده وهو دون العاشرة من هراة إلى بوشنج ليسمع الصحيح من الإمام الداودي وكان ذلك مشيا على الأقدام... قال: "وكنا نلقى في طريقنا جماعة الفلاحين وغيرهم فيقولون: يا شيخ عيسى ادفع إلينا هذا الطفل نركبه وإياك إلي بوشنج فيقول والدي: معاذ الله أن نركب في طلب أحاديث رسول صلى الله عليه وسلم بل نمشي وإذا عجز أركبته على رأسي إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجاء ثوابه.
ذلك طرف يسير من نفحات حال القوم مع نبيهم صلى الله عليه وسلم فأين حُبُّبنا مع حبهم، وكيف تعظيمنا مع تعظيمهم، وهل الإجلال والتوقير هو الإجلال والتوقير. __________________ | |
|